--------------------------------------------------------------------------------
الشباب والفراغ
الفراغ مفسدة للإنسان ، وهم رابض على قلوبنا يقيد نبضاتنا ويقتل عطائنا ويقلل من فرص النجاح والتقدم، و قد صدق الرسول الكريم فيما رواه ابن عباس "قال ((نعمتان مغبون فيهما كثير من الناس : الصحة و الفراغ ))
و قال الشاعر العربي :
إن الشباب و الفراغ *** مفسدة للمرء آي مفسدة !
والإنسان الناجح المدرك لمعنى الحياة هو من يجعل أعماله أكثر من وقت فراغه.وبهذا سوف يذوق الإنسان نعمة الراحة وسعادة النفس لأنه سوف يقضي على أحساس الفراغ وتهميش الذات والقلق النفسي .
ونحن جميعا يوم القيامة نسال عن العمر فيما أفنيناه .إن الإحساس بأهمية الوقت وكيفية استغلاله في الحياة ومن كل الجوانب المتمثلة بالعوامل الإنسانية والدينية هو الشعور الحقيقي بأهمية خلقه ولماذا خلق؟
قال الإمام علي -كرم الله وجهه – " للمؤمن ثلاث ساعات : فساعة يرم فيها معاشه ، و ساعة يخلى بين نفسه و بين لذتها فيما يحل و يجمل ، و ليس للعاقل أن يكون شاخصاً إلا في ثلاث : مرمة لمعاش ، أو خطوة في معاد ، أو لذة في غير محرم "
إننا نرى اليوم شبابنا وللأسف لايعيرون للوقت أي أهمية فهم يجلسون أمام شاشات التلفزيون أو أجهزة الحاسوب أو يبعثون رسائل في الموبايل ساعات طوال دون الاكتراث بدراستهم ومستقبلهم وتحصيلهم الدراسي وتثقيفهم لأنفسهم بسبب غياب الوعي بأهمية رسالة الحياة وبناء أسرة ناجحة في كل المقاييس الدنيوية والدينية وبالتالي بناء مجتمع صحي وسليم .
إن سبب تأخر العرب عن الغرب ليس بقلة العقول- بل على العكس فالذكاء الحقيقي موجود بالعقل العربي وعلى رقي خلقي ومهم للمجتمع- وإنما بسبب غياب العي بأهمية الوقت فالغرب يتسابقون مع عقارب الساعة من اجل التقدم والارتقاء بالمستوى المعيشي ومن كل النواحي العلمية والصحية والهندسية بينما نحن أبناء امة العلماء ننام أكثر مما نعمل بعد أن تعودنا على كل شيء جاهز وأخذنا ترف الحياة إلى الدعة والكسل.
لذلك نهيب بشبابنا أمل الأمة وشريان حياتها وديمومتها إلى الانتباه إلى الوقت فهو كالسيف إن لم تقطعه قطعك
وليعلم المسلم أنه سوف يحاسب عن عمره فيم أفناه . فعن ابن مسعود رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : لا يزول قدما ابن آدم يوم القيامة حتى يسأل عن خمس : عن عمره فيم أفناه وعن شبابه فيم أبلاه وعن ماله من أين اكتسبه وفيم أنفقه وما عمل فيما علم ؟.